حمدى رزق

لا تعض رغيفى 

الثلاثاء، 05 مارس 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتمنى على الدكتور على مصيلحى، وزير التموين، أن يتحسب بشدة لعملية تنقية جداول المستفيدين من الدعم الحكومى، وألا يتركها فى أياد عابثة لا ترعوى لحساسية قرار الحذف، وتمتنه بحيثيات جد معلنة، ومتحققة على الأرض، الحذف شغال على ودنه، والتظلمات لا ينصت لها، الأبواب موصدة أمام المتضررين.. وهم كثر.
 
وقفت على استغاثة القارئ «أحمد جوهر» عبر خدمة «صحافة المواطن» بـ«اليوم السابع»، وهى خدمة «معتبرة» إلى وزارة التموين بعد حذفه من بطاقة التموين بسبب استهلاك الكهرباء.. وقال القارئ عبر رسالته: «فوجئت اليوم أثناء صرف نقاط الخبز بظهور عبارة غير مستحق بسبب استهلاك كهرباء عال، وأنا عندى عداد ذكى «بكارت» وبشحن الكارت بـ200 جنيه، وقمت بالدخول على موقع دعم مصر للأسف الموقع للآن غير متاح لمن يريد التظلم».
 
مثله كثير وبأقل من هذا الرقم، ما يستدعى حذرا من الوزير مصيلحى الملقب بـ«وزير الغلابة»، هذا حذف تعسفى، هذا حذف يتبعه أذى، هذا المواطن لم يجد سوى «اليوم السابع» لينشر استغاثته، الأبواب الإلكترونية مغلقة فى وجوه المتضررين، هذا يخلق حالة حنق وغضب يستغلها الكارهون.
 
وأزيدكم من الأمر مثلا، حذف فئة المسافرين إلى خارج البلاد، فيتم حذف الأسرة بالكامل، ويستوجب تحريات دقيقة حول هؤلاء، حتى لا يصبح الإجراء العادل ظلما بينًا لأسر هؤلاء المتغربين، فليس كل مسافر ميسورًا، ما دفعهم إلى الغربة ليس بخافٍ عن الجميع.
 
أقول قولى هذا خشية التحمس أكثر من اللازم لسياسة الحذف التى قد تطال أسرًا تعانى فعلا من الفاقة، وكأنها تعاقب من قبل الوزارة، مثلا دأب بعض صغار المسؤولين على عقاب عائلات المتوفين بغرامة تقدر بعدد أيام صرف الدعم عن الأيام أو الشهور قبل الإبلاغ عن الوفاة!
 
هكذا بات الأمر، كموت وخراب ديار، وحدث، ويحدث، رغم جهل البعض بطرق الإبلاغ أو انشغال البعض بتدبير المعايش بعد وفاة عضو الأسرة، فإذ فجأة يتم عقاب الأسرة المحزونة على عدم الإبلاغ بتعليق الدعم حتى دفع الغرامات، أرجو أن يتم الحذف دون غرامات، إذا كان الهدف الحذف فقط حدث، يكفى هذا وبلا غرامة حتى لا تكون غرامة على الوفاة.
 
المهم أن يطول الحذف الأفراد ولا تعاقب الأسر، حماس البعض للحذف قد يطول عائلات المسجونين وفى هذا ظلم بين، كفاية عليهم خراب البيوت بعد سجن العائل أو أحد أفراد الأسرة، فلا يتحمس موظف متعنت لتطبيق الحذف على الأسرة بأكملها فيكلفها ما لا تطيق، وكأنه يعاقب الأسرة بجرم منفلت عنها أو ساقه حظه العاثر للوقوع فى المحظور.
 
الخطورة فى حذف من يرتبطون بهؤلاء الذين يحق عليهم الحذف فى بطاقة واحدة، وهذا هو الظلم بعينه، الحذف أرجو أن يكون محددا بالاسم، والاسم فقط ولا يتجاوز فى الحذف الاسم حتى لا تتحول تنقية الجداول إلى عقوبة وهى ليست بعقوبة، ولكنها إتاحة لفرصة الدعم لآخرين.
 
التحسب هنا ضرورى، لأن منظومة الدعم هى أثمن ما يقدم من الحكومة للمواطنين، ومنظومتا التموين والخبز هى أنجح منظومتين حتى الآن فى سياق الخدمات المباشرة التى يتحصل عليها الغلابة، وتشكلان عاملا مهما من عوامل الرضا العام، وهى حالة مهمة للأمن الاجتماعى، وتضمن حدًا أدنى من الكفاية تستر البيوت فى العراء.
 
أحسد الوزير على موقفه من عدم الحوار مع الأغنياء بخصوص الدعم، ولكن أطلب منه الالتفات إلى الفقراء ومطالعة عينة من تظلماتهم عبر الموقع الإلكترونى، يقينا ستتضح الصورة أمامه جيدا، واثق فى عدالة الفكرة ووعى الوزير لمتطلبات هذه المرحلة التى يتكالب على الفقراء ضباع الجزيرة وأخواتها، أخشى يستغلونها لتأليب الناس على الحكومة.
 









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة